CSR Middle East, CSR dedicated platform with 3.555 corporate members in the Middle East.

البنك العربي: المسؤولية الاجتماعية تجاه "الصحة" مكوّن أساسي للتنمية الاقتصادية المستدامة

وعلى الشركات أن لا تتبنّى برامج المسؤولية الاجتماعية للمجتمع وكأنها عبء عليها، بل يجب أن تنظر إليها كواجب يمليه عليها واجبها في المساهمة في التنمية الاقتصادية، وكشكل من أشكال ردّ الجميل للمجتمع الذي أسهم في تطور أعمالها وتشكيل أرباحها.

  ومن جهة أخرى، يجب أن تركّز شركات القطاع الخاص بمختلف أطيافها على المبادرات والمشاريع التي تحدث تأثيراً طويل المدى في المجتمع أو حياة الفرد الاجتماعية والاقتصادية، فليس أفضل من أن تمس برامج المسؤولية الاجتماعية قضايا البطالة والفقر والمساعدة على تحويل المشاريع الريادية الى إنتاجية، فضلاً عن أهميتها في دخولها قطاعات التعليم والصحة وتوفير المسكن.

"الغد" تحاول في زاوية جديدة أن تتناول حالات لبرامج، أو تعدّ تقارير إخبارية ومقابلات تتضمّن المفاهيم الحقيقية للمسؤولية الاجتماعية لشركات من قطاعات اقتصادية مختلفة تعمل في السوق المحلية.

كان لنظريات الاستثمار في رأس المال البشري - التي بدأت تتبلور في سبعينيات القرن الماضي - دور كبير في أحدث انقلابة وجهت الانظار الى رأس المال البشري بوصفه عنصراً اساسياً في العملية الانتاجية والاقتصادية، عندما اعتبرت هذه النظريات الموارد البشرية بمثابة رأسمال له نفس أهمية الموارد المادية الأخرى، وعندما أكّدت أنّ الاستثمار في العنصر البشري هو استثمار طويل الأمد يؤدي الى زيادة الإنتاجية وتحسين الحالة الاقتصادية بشكل عام.

لقد تبلورت هذه النظريات على يد الاقتصادي ثيودور شولتز – الاميركي الحاصل على جائزة نوبل- عندما قدّم للعالم نظريته حول "الاستثمار في رأس المال البشري"، والتي  فرّقت لاول مرة بين نوعين من راس المال: راس المال البشري، ورأس المال غير البشري (المادي) بعدما كان الأخير يستحوذ على الاهتمام والتركيز في النظرية والعملية الاقتصادية.

أصحاب تلك النظريات أكدوا الأهمية المتناهية لأبعاد رئيسية تتعلق بالفرد (برأس المال البشري) مثل التعليم والصحة، معتبرين ان الاستثمار في هذه الابعاد هو استثمار طويل الامد من شأنه ان يحسن الانتاجية ويسهم في عملية التنمية الاقتصادية.

إن المفاهيم سابقة الذكر، تنسف افكاراً ومعتقدات تنظر الى العناية بالصحة (صحة الفرد سواء كان موظفاً او فرداً في مؤسسة، او فرداً في المجتمع الخارجي للمؤسسة)، والاستثمار فيها وفي مبادرات المسؤولية الاجتماعية المتعلقة بها على انها عملية منعزلة غير مرتبطة بالعملية الاقتصادية.

وقال رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي الدكتور جواد العناني، وفي رده على سؤال لـ"الغد" عن اهمية مبادرات المسؤولية الاجتماعية لشركات القطاع الخاص التي تدور حول الصحة: "إن راس المال البشري هو مكون اساسي للعملية الاقتصادية، وان اي مبادرات تعنى بصحته داخلياً (داخل المؤسسة) أو خارجها (للمجتمع المحلي) من شأنها أن تسهم في زيادة الانتاجية وتحسين العملية الاقتصادية، فهنالك ارتباط مباشر بين صحة الإنسان وحضوره وإنتاجيته".

وأشار العناني إلى أن العناية بصحة الفرد بكافة الاشكال، والمساهمة في محاربة الأمراض السارية والعادات الصحية السيئة وتوفير التأمين الصحي والرعاية الصحية، كلها أبواب يمكن للمؤسسات أن تطرقها، لأن ذلك من شأنه أن يحسن حالة الافراد ويزيد إنتاجيتهم أو يخفف من حالات خسارة الإنتاجية، فضلاً عن توفير تكاليف مستقبلية للعلاج عندما تطرق المؤسسات أبواب ومبادرات الوقاية الصحية".

ضمن المفاهيم سابقة الذكر، أكّد البنك العربي بأنّ الصحة (للموظفين داخل البنك، أو الصحة للافراد في المجتمعات المحلية) "ترتبط ارتباطا مباشرا بالتنمية الاجتماعية والتنمية المستدامة بمفهومها الشامل". 

وقال البنك العربي إن "قضايا التعليم والصحة والحد من الفقر والجوع تعد من المحاور الأساسية في مجال التنمية والتطور الاجتماعي، والتي يتطلع البنك إلى المساهمة في تحقيقها من خلال تنفيذ عدد من البرامج والمبادرات على هذا الصعيد"، لافتاً إلى أنّ "الصحة تعدّ أحد المحاور الأساسية ضمن برنامجه الخاص بالمسؤولية الاجتماعية (معاً)، إلى جانب التعليم وحماية البيئة ومحاربة الفقر والجوع".

وقال البنك العربي في رده على استفسارات لـ"الغد" إنه في هذا الاطار أولى اهتماماً خاصاً للجهود المبذولة في مجال مكافحة مرض السرطان، والذي يعد من أكثر الأمراض تهديدا للمجتمع حيث تتعدى تأثيراته السلبية صحة الفرد وحياته لتصيب العائلة والمجتمع والاقتصاد بشكل عام، مشيراً الى قيامه بتقديم الدعم لمؤسّسة الحسين للسرطان والتي تعد صرحاً طبياً رائداً في مجال مكافحة مرض السرطان في المملكة وعلى صعيد الشرق الأوسط، عندما عمل البنك مع المؤسسة في إطار برنامج (معاً) لتستفيد المؤسسة من دعم البنك وتبرعاته، بالإضافة الى تبرعات عملائه والجهود التطوعية لموظفي البنك. 

واضاف البنك العربي انه في هذا الاطار قام بتوفير عدة قنوات لعملائه تتيح لهم فرصة التبرع بشكل مباشر لمؤسسة الحسين للسرطان، بالإضافة إلى ثلاث مؤسسات غير ربحية أخرى مشاركة في برنامج (معاً) وتشمل هذه القنوات: بطاقة معاً الائتمانية البلاتينية والخدمة المصرفية الهاتفية والخدمة المصرفية عبر الإنترنت والصرافات الآلية. 

وأكّد البنك العربي بأنه يعنى بإدماج موظفيه في مبادرات الصحة كافة، عندما قام وبالتعاون مع عدد من المؤسسات التي تهتم بالجانب الصحي، ومن أبرزها مؤسسة الحسين للسرطان، بإدماج الموظفين لتنفيذ عدة مبادرات تهتم بالجانب الصحي مثل: دعم مرضى السرطان، عندما شارك 34 موظفاً من البنك في حملة لجمع التبرعات لمرضى السرطان الذين لا يمكنهم تحمل تكاليف العلاج، والبرنامج الأردني لسرطان الثدي، عندما شارك 10 موظّفين في إدخال البيانات لـ 1422 دراسة استقصائية، تم تجميعها خلال حملات التوعية لمساعدة البرنامج في تحديد مستوى الوعي في المملكة حول هذا المرض، الى جانب حملات التبرّع بالدم، حيث شارك 88 من موظّفي البنك العربي في حملات للتبرّع بالدم لصالح مرضى مركز الحسين للسرطان.

واكد البنك العربي بان مساهماته في القطاع الصحي لا تقتصر على المساهمات الخارجية مع المجتمعات المحلية، عندما عني ايضاً بصحّة وسلامة ورفاه موظّفيه، حيث يواصل البنك بذل الجهود لضمان تمتّعهم ببيئة صحيّة وآمنة وحمايتهم من خلال إجراءات الوقاية ورفع مستوى الوعي، التي تتبعها سياسات البنك للموارد البشريّة وإدارة المخاطر واستمراريّة العمل، بالإضافة إلى تعليمات السلامة والصحة المهنية الموجودة في قانون العمل الأردني.

وفي هذا الجانب قال البنك العربي انه عمل على استحداث لجنة الصحة والسلامة المهنية العام 2011، والتي تتألّف من موظّفين ممثلين عن عدد من الدوائر المعنية، لتتولّى هذه اللجنة مهام تطوير مبادرات وإجراءات الصحة والسلامة المهنية في البنك العربي. كالحد من مخاطر الحوادث المتعلّقة بالصحة والسلامة، فضلاً عن عملها على تحديد وتوثيق ورصد وتقييم قضايا الصحّة والسلامة المهنية، إضافة إلى العمل على رفع مستوى الوعي حول القضايا المتعلّقة بالصحّة والسلامة، وتطبيق التدابير الاحترازيّة والوقائية اللازمة لحماية الموظّفين.

ويعنى البنك العربي -بحسب ما أوضح- برفع مستوى الوعي لدى موظفيه حول قضايا تتعلق بالصحة، حيث يحصل الموظّفون خلال البرنامج الخاص بالموظفين الجدد، على معلومات حول قضايا الصحّة والسلامة المهنية، بما فيها خطط الطوارئ والإخلاء التي وضعها البنك، فضلاً عن تقديم نصائح تتعلّق بإجراءات الصحّة والسلامة المهنية على الموقع الإلكتروني والشبكة الإلكترونيّة الداخليّة، حيث تشتمل هذه النصائح على خطط الإخلاء في حالات الطوارئ، وخطّة الاستجابة للحوادث، فضلاً عن استحداث خطّة مشدّدة للحوادث والاستجابة، والتي تشتمل على توجيهات حول التدابير الأمنيّة الاحترازيّة وقواعد السلامة، إضافة إلى توجيهات خاصّة حول كيفيّة التعامل خلال وبعد الحوادث.

واشار البنك العربي الى اهتمامه بالبرامج التدريبية، اذ يخضع موظفوه إلى برنامج تدريبي شامل يغطّي عدّة مواضيع تتعلّق بإدارة السلامة، وإطفاء الحريق، وعمليّات الإخلاء. شمل برنامج التدريب الذي تمّ تطبيقه العام 2011 حوالي 320 موظّفا، يمثّلون 11 % من إجمالي عدد الموظّفين في البنك.

 واضاف البنك العربي انه يعنى ايضاً بالندوات التوعية، حيث عقد البنك بعض الندوات المختصة حول موضوع "التغذية والسرطان" والتي تأتي كجزء من الاحتفال باليوم العالمي للسرطان بالتعاون مع مؤسسة الحسين للسرطان، بالإضافة إلى عقد حملة وندوة خاصة حول مكافحة التدخين، كما قام البنك بتنظيم نشاط خاص للفحص المبكر لسرطان الثدي لجميع الموظفات المهتمات وبالتعاون مع مؤسسة الحسين للسرطان والبرنامج الأردني لسرطان الثدي.

 

Views: 583

Comment

You need to be a member of CSR Middle East to add comments!

Join CSR Middle East

© 2024   Created by Dr. Fatih Mehmet Gul.   Powered by

Badges  |  Report an Issue  |  Terms of Service