أوضح المدير التنفيذي لمؤسسة تواصل العالمية خالد بن الصافي الحريبي بأن المسؤولية الاجتماعية ومشاركة المجتمع المدني واجب لزم أن تقوم به مؤسسات القطاع الخاص على أكمل وجه، مع التركيز على تقديم برامج شبابية من شأنها أن تسهم في صقل مهارات الشباب وتعزيز قدراتهم وإمكانيتهم وتجهيزهم للمشاركة بشكل أكثر فاعلية ومتمكن في صناع القرار. جاء ذلك خلال حديثه في المؤتمر الصحفي الذي عقدته مؤسسة تواصل العالمية وشركة النفط العُمانية للإعلان عن برنامج "قدرات" الذي يسعى إلى تعزيز قدرات الشباب في مجال العمل المدني، والذي حضره من جانب شركة النفط العُمانية مدير الاتصالات التجارية والمسؤولية الاجتماعية المعتصم بن سعيد السريري، وجاسم العجمي، وآمنة الزدجالية. كما أوضح الحريبي بأنه من خلال مشروع "قدرات" تهدف "النفط العُمانية" و"تواصل" إلى تجسيد التعاون بين مؤسسات القطاع الخاص ومجتمع العمل المدني وإشراك الشباب في صنع القرار في المستقبل وتجهيزهم بشكل يجعلهم قادرين فعليا على المشاركة الإيجابية في صنع القرار، إلى جانب تشجيعهم على إقامة مشاريع من شأنها أن تسهم في تفعيل دورهم في المجتمع مستقبلا.

دولة المؤسسات

وأضاف خالد الحريبي: من خلال برنامج "قدرات" نسعى إلى تحقيق أحلام الشباب وجعلهم يجسدونها إلى واقع يتلمسه المجتمع ويجني ثماره بشكل أوسع، ونسعى إلى تجهيز جيل المستقبل ليسهم في بناء دولة المؤسسات وتكون له قدرة قيادية في مجتمعه. وثلاثة مبادئ ركزنا عليها من خلال حلقات العمل الثلاث وهي تعزيز القدرات، وبناء التواصل، وفتح قنوات الاتصال، فالمجال سيكون مفتوحا أمام المشاركين لمناقشة المحاضرين والقائمين على تقديم حلقات العمل. وسيشارك في تقديم الحلقات أكاديميون ومختصون من السلطنة ومن خارج السلطنة وسنسعى إلى تقديم المعرفة الممتازة للمشاركين في كل ما يتعلق بقدرتهم على المشاركة في صنع القرار. كما أنه وبعد الانتهاء من الحلقات التدريبية سوف يتعين على المشاركين تطبيق المهارات النظرية التي تم التطرق لها في البرامج التدريبية وذلك من خلال العمل مع عدد من مؤسسات المجتمع المدني في السلطنة، حيث سيعمل المشاركون في البرنامج في المساهمة في وضع الخطط الخاصة بالمؤسسات التي سيعملون بها إلى جانب وضع آليات تنفيذ تلك الخطط. وستعمل المبادرة على حث الشباب على تطبيق آخر ما توصلت إليه تقنية المعلومات والاتصالات بما ينسجم مع ما يخدم تقدم المجتمع عبر استخدام الإعلام الاجتماعي لتطوير مراحل المبادرة. 

المجال مفتوح

وتحدث المعتصم السريري عن تفاصيل البرنامج بقوله: يستمر برنامج قدرات لمدة 6 أشهر، وينقسم إلى 3 حلقات عمل تتنوع فيها طرق تلقي المعلومة فيها بين الجانب النظري والجانب العملي، ويشارك فيه قرابة 40 شابا وشابة، وسيتم فتح المجال أمامهم للحصول على المشاركة من خلال الموقع الإلكتروني عن طريق تعبئة استمارة ويشترط أن يكون الراغب في الاشتراك من عمر 18 إلى 25 عاما، وسيتم تقييم الاستمارات خلال الأسبوع الأول من شهر ديسمبر فيما سنقوم بفتح المجال للمشاركة قريبا جدا والمجال متح لجميع الشباب من مختلف محافظات السلطنة، وسيقوم بتقييمهم لجنة مشكلة من مؤسسة تواصل ومن شركة النفط العُمانية.

وأوضح بأن المبادرة تتكون من عدد من الحلقات التدريبية متبوعة بحلقات حوارية سيتم تنفيذها خلال الفتره من نوفمبر 2011 إلى فبراير 2012 وسوف يتم التطرق من خلالها إلى عدد من المحاور منها تحديد الأهداف والتخطيط الاستراتيجي ومهارات الاتصال بالإضافة إلى عدد من المهارات التي سوف تساعد المشاركين في البرنامج على الإلمام بأدوارهم التطوعية من خلال فهم متطلبات واحتياجات وتطلعات العمل المدني في السلطنة. أما فيما يتعلق بمحدودية عدد المشاركين فقد أوضح السريري بأن هذه هي التجربة الأولى لتنفيذ مشروع "قدرات" ونسعى من خلال هذه التجربة إلى رصد كل ما يمكن جنيه من إيجابيات وسلبيات والوقوف عليها لمحاولة تحسينها وقياس النقاط الإيجابية التي تمكننا من تحقيقها لتكون المشاركة بشكل أكبر في المرات القادمة. 

استدامة المشاريع

وحول برامج ومشاركات شركة النفط العُمانية في مشاريع إلى جانب مسؤوليتها الاجتماعية يقول السريري: هناك العديد من البرامج التي قمنا بتنفيذها كجزء من مسؤوليتنا الاجتماعية تجاه المجتمع، وبرنامج "قدرات" بالتعاون مع مؤسسة تواصل العالمية هو برنامج نعول عليه الكثير في تحقيق نجاح إشراك الشباب في صنع القرار، ومهمتنا هي استدامة المشاريعة التي نقوم بتنفيذها وذلك بالطبع مرتبط بمدى نجاح هذه المشاريع وهذا ما عهدناه من كل مشروع قمنا بتنفيذه. وهناك مشروع قادم سيتم تنفيذه لشباب العاملين في مجال النفط نعمل من خلاله على تعزيز قدراتهم في إثبات أنفسهم في العمل وفي المجتمع وفي أسرهم لتحقيق مستوى نجاح أكبر. 

كما أوضح بأن البرنامج التدريبي الطموح يعد ترجمة عملية للرؤى السامية لجلالة السلطان المعظم -حفظه الله ورعاه- التي تحث على المساهمة الفاعلة للقطاع الخاص وتكامل الجهود الهادفة بين كافة الجهات المعنية لتحقيق التنمية المستدامة وخاصة في مجال تعزيز قدرات الشباب والتعليم. وتشكل هذه المبادرة جزءا من التزامات شركة النفط العُمانية تجاه التنمية المستدامة في السلطنة، كما أنها تأتي رافدا لجهود عدد من الشركات التابعة للشركة تجاه دعم المجتمع في مختلف القطاعات لاسيما في قطاع الصحة والتعليم والتوظيف، وبناء قدرات الموارد البشرية.

الجدير ذكره أن شركة النفط العُمانية شركة تجارية مملوكة لحكومة سلطنة عُمان وقد تأسست في عام 1996 لمنح الحكومة وسيلة ‏أخرى لمتابعة فرص الاستثمار في قطاع الطاقة على حد سواء داخل السلطنة وخارجها حيث تمكنت شركة النفط ‏العُمانية في فترة قصيرة نسبيا من الإسهام في تطوير العديد من المشاريع المهمة من خلال حضورها في أكثر من (35) ‏مشروعا تغطي مجالات استكشاف وإنتاج وتصنيع النفط ومشاريع البنية الأساسية والبتروكيماويات والنقل والطاقة ‏ومشاريع أخرى للتكرير وتسويق النفط وكذلك التعدين. 

فيما أنشئت مؤسسة التواصل العالمية في أغسطس 2008 لتكون أول مؤسسة فكرية وبيت خبرة وطنية خاصة ومستقلة في السلطنة تسعى إلى خدمة المجتمع المحلي عبر تطبيق أعلى معايير دولية عبر ترجمة رسالتها "تعزيز قدرات المجتمع المدني" من خلال التدريب ونشر المعرفة مدعومة بشراكات محلية تبرز ريادة السلطنة في مجال التضامن الاجتماعي والشراكات بين القطاع العام والقطاع الخاص وجميع مؤسسات المجتمع المدني. a